اجمالية الى وحدة المصدر. ووحدة المنهج ووحدة الاتجاه. فالان يفصل هذه الاشارة. ويقرر أن ما شرعه الله للمسلمين هو ـ في عمومه ـ ما وصىّ به نوحا وابراهيم وموسى وعيسى (ع) وهو أن يقيموا دين الله الواحد. ولا يتفرقوا فيه. ويرتب عليها نتائجها من وجوب الثبات على المنهج الالهي القديم دون التفات الى أهواء المختلفين. ويبدو من التماسك والتناسق في هذه الفقرة كالذي بدا في سابقتها بشكل ملحوظ
وبذلك يقرر الحقيقة التي فصلناها في مطلع السورة. حقيقة الاصل الواحد.
(كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ) نعم كبر عليهم أن ينزل الوحي على محمد ص وآله من بينهم وكانوا يريدون أن ينزل (عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) أي صاحب سلطان من كبرائهم. ولم تكن صفات محمد الذاتية وهو باقرارهم (الصادق الامين) ولا كان نسبه وهو من أشراف قريش ما كان هذا كله يعدل في نظرهم أن يكون سيد قبيلة ذا سلطان
وكبر عليهم أن يقال أن آباءهم هم الذين ماتوا على الشرك ماتوا على ضلالة. وعلى جاهلية. فتشبثوا بالحماقة. وأخذتهم العزة بالاثم. واختاروا الجحيم على النعيم.
(اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ) وقد اجتنبى محمد ص وآله لرسالته. وهو يفتح الطريق لمن ينيب اليه (وَما تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ)
فهم لم يتفرقوا عن جهل. ولم يتفرقوا لانهم لا يعرفون الحق. انما تفرقوا بعد المعرفة تفرقوا بغيا وحسدا وظلما للحق وأهله. ولانفسهم سواء. تفرقوا تحت تأثر الاهواء الجائرة.
(إِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ) فالعقيدة هي الصخرة الصلبة التي يقف عليها المؤمن. فتميد الارض من حوله