بالضياء لديها. ولذا قال عزوجل (فهو عليهم عمى) فهو وقر في آذانهم وعمى في قلوبهم وهم لا ينتفعون به لانهم يبعدون جدا عن طبيعة هذا الكتاب وهواتفه.
(قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ. وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى).
ويجد الانسان مصداق هذا القول في كل زمان وفي كل بيئة. فهنا اناس يفعل هذا القرآن في نفوسهم فينشئها انشاء. ويحييها احياء. ويصنع بها ومنها العظائم في ذاتها وفيما حولها. وهناك أناس يثقل هذا القرآن على آذانهم وعلى قلوبهم. ولا يزيدهم الا صمما وعمى. ولم يتغير القرآن المجيد. ولكن قلوبهم تغيرت وتبدلت. ولذا يقول الشاعر :
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد |
|
وينكر الفم طعم الماء من سقم |
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ) وكذلك سبقت كلمة ربك أن يدع الفصل في قضية الرسالة الاخيرة الى ذلك اليوم الموعود. وان يدع الناس يعملون. ثم يجازون على ما يعملون.
و (مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها).
(مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (٤٦) إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي قالُوا آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (٤٧) وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (٤٨) لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ (٤٩) وَلَئِنْ أَذَقْناهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هذا لِي وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِما عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ (٥٠))
البيان : (إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ) الساعة غيب غائر في ضمير