كأنه يبصر. وانما الناس هم الذين يبصرون فيه (إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ).
(ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ) وانه لعجيب يستحق التعجب أن يرى الناس يد الله تعالى في كل متحرك وفي كل شيء موجود توجده من العدم او مما جعله هو سببا له.
(كَذلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كانُوا بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ) (الله جعل لكم الارض قرارا) فالارض قرار صالح لحياة الانسان والحيوان. ويربط بتكوين السماء والارض (ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ ..) ذلكم الذي يخلق ويقدر ويدبر. ويرعاكم ويفيض عليكم الحياة والحركة ولو لا ذلك لاستحال استمرار الحياة والحركة على جميع الاحياء.
(قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (٦٦) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٦٧) هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٦٨) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (٦٩) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتابِ وَبِما أَرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٧٠))
البيان : (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ) هؤلاء الذين يصرفون عن آيات الله اني نهيت عن عبادة ما يدعون ويلزمني عقلي ان التزم بما امرني خالقي (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ) وهذه النشأة الانسانية. فيها ما لم يدركه علم الانسان مهما سما وارتفع. لانه كان قبل وجود الانسان. وفيها ما يشاهده ويراقبه ولكن هذا انما تم حديثا بعد نزول القرآن واخباره به قبل قرون مما وصل اليه اليوم. فخلق الانسان من تراب حقيقة سابقة على وجود الانسان. والتراب أصل الحياة كلها على وجه هذه الارض ومنها حياة الانسان. ولا يعلم ذلك