ينبغي أن يعبد هو الذي خلقكم وصوركم وخلق المواد التي صنعتم منها أصنامكم ايها الغافلون. (قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْياناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ)
انه منطق الظلمة والطغاة الذين ليس لديهم ادنى حجة تصحح مدعاهم فيستعملون الارهاب والقوة. حينما تفقدهم الحجة ويدمغهم الحق بصوابه ف (أَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِينَ).
وأين يذهب كيد العباد الضعفاء. اذا أراد الخالق العظيم أن يقهرهم ويرد كيدهم. فهم أذلاء وان ظنوا بانفسهم التجبر والطغيان على أمثالهم. ومن يقدر أن يقهر من اراد الله له الفوز والنجاة.
(قالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ). هكذا فاز ابراهيم الفرد الواحد ونصره خالقه على كل اعدائه ونجاه من كيدهم وجعل النار ـ التي كانوا يريدون حرقه بها ـ بردا وسلاما.
انها الهجرة الى الله وهو أقرب اليه من حبل الوريد. انها هجرة مكانية قد ترك وراءه فيها كل ما يحبه ويرغب فيها عبيد الشهوات والاهواء. ترك الاباء والعشيرة والاوطان. وكل ما يربطه في تلك الارض التي يعبد فيها غير خالقه العظيم. الذي وحده يستحق العبادة.
انها الهجرة الكاملة المشتملة على العقيدة الصحيحة وقوة الايمان الثابت الكامل انه التعبير عن التجرد والخلوص والاستسلام والطمأنينة واليقين المتين.
(رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ) فوهبه الله تعالى على الكبر والشيخوخة اسماعيل ففرح به وشكر خالقه المنعم عليه بما أعطاه ما طلب ولم يجعله عقيما لا ذرية له.
(فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ .. فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ) فيا لله ويا لها من