(إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ) فهم جماد ومفتقرون الى من اوجدهم والى من يحركهم اذا كانوا ممن يتحرك وكلهم لا يملكون بالفعل قطميرا. وكلهم لا يسمعون لعبادهم الضالين صوتا. (وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ) كالجن والملائكة ـ حسب دعواهم ـ لا يستجيبون لكم. (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ) يحدث هذا الخالق هؤلاء المخلوقين بكل ما سيحصل بينهم وبين آلهتهم الذين يعبدونهم دون خالقهم العظيم وربهم الجواد الكريم (وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) وبهذا ينتهي هذا المقطع ويأتي التحد الأعظم (يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللهِ ..) ان الناس جميعا وبدون استثناء في حاجة ماسّة الى تذكيرهم بهذه الحقيقة في معرض دعوتهم الى الهدى. ومجاهدتهم ليخرجوا مما هم فيه من الظلمات الى النور. نور خالقهم العظيم. الذي دخل قلبه وأنشرح واتسع وأضاء. فيصبح يرى ما لا يرى سواه ويسمع ما لا يسمعون.
ان الناس في حاجة ماسة. الى تذكيرهم بانهم هم الفقراء لله المحتاجون الى عونه وعنايته. وأن الله حينما يدعوهم الى طاعته ليسعدوا وليعيشوا أعزاء سعداء في الدنيا والاخرة. وان الله غني عنهم وعن عبادتهم وطاعتهم ولا يضره شيء من معاصيهم. واجرامهم مهما كان. ولكن يحب لهم السعادة والغنى والعزة لأنه عزوجل لهذا خلقهم ولأن يصلحوا لدخول دار النعيم وجنات الخلود. ولا يرضى لهم الطغيان والاجرام والخلود في عذاب النار. لأنه رؤوف رحيم. وهو المحمود بذاته. وأنهم الفقراء الى توفيقه ومعونته (وهو على ذهابهم قدير)
الناس في حاجة الى أن يذكرهم بهذه الحقيقة. لئلا يركبهم الغرور وهم يرون أن الله تعالى يعتني بهم ويرسل اليهم انبياء ليذكّرهم بأيام الله. ويعرفهم ان سعادتهم وغناهم وعزهم بيد خالقهم لا غير. وان الله تعالى يمنح العباد من عنايته. ويفيض عليهم من رحمته. ويغمرهم