وقد بث دلائل الايمان في الكون. كلها توحي بوجود الخالق الواحد. فاذا نسي الناس عهد الفطرة وأغفلوا دلائل الايمان. فانما هو جزاء النكسة عن خط الهدى ومنهج اليقين.
(فَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (٢١٣) وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (٢١٤) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢١٥) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ (٢١٦) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٢١٧) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (٢١٨) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (٢١٩) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٢٢٠) هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (٢٢١) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (٢٢٢) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (٢٢٣) وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (٢٢٤) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (٢٢٥) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (٢٢٦) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (٢٢٧))
البيان : وحين يكون الرسول ص وآله. متوعدا بالعذاب مع المعذبين. لودّعا مع الله آلها آخر. والمراد من ذلك غير النبي المعصوم عن كل زلل. فيكون كانذار وتهديد لكل من يستعين بغير الله تعالى (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) عن الامام الصادق (ع) انه قال :
(لما نزلت هذه الآية. جمع رسول الله ص وآله. بني هاشم وهم أربعون رجلا. كل واحد منهم يأكل الجذع ويشرب القربة. فاتخذ لهم طعاما يسيرا بحسب ما امكن. فأكلوا حتى شبعوا.
فقال رسول الله ص وآله من يكون وصيي ووزيري وخليفتي ـ ويساعدني على هذا الامر ـ فقال أبو لهب جزما سحركم محمد. فتفرقوا. فلما كان اليوم الثاني امر رسول الله ص وآله ففعل بهم مثل ذلك. ثم سقاهم اللبن حتى رووا فقال رسول الله ص وآله : ايكم يكون وصي ووزيري وخليفتي ـ ويساعدني على هذا الامر ـ فقال ابو لهب سحركم محمد. فتفرقوا فلما كان اليوم الثالث امر رسول الله ص وآله ففعل بهم مثل ذلك ثم سقاهم اللبن فقال لهم رسول الله ص وآله.