الادمية. في المرضعات الذاهلات عما أرضعن ـ وما تذهل المرضعة عن طفلها وفي فمه ثديها الا الهول الذي لا يدع فيها بقية وعي. والحوامل الملقيات حملهن. وبالناس السكارى وما هم بسكارى (وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ) انه مطلع عنيف مرهوب تتزلزل له القلوب. وفي ظل هذا الهول يذكر أن هنالك من يتطاول فيجادل في الله. ولا يستشعر وقاية هذا الهول. ولا تجنب أسبابه الموصلة اليه. لان هذا الهول مختص بأهل المعاصي والانحراف عن الصراط المستقيم. اما أهل التقوى (فهم (لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها) وهم عنهه مبعدون) (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ) والجدال في الله بغير علم ، سواء في وجوده عزوجل. أو في وحدانيته. أو في صفاته الكمالية. فالجدال في شيء من هذا في ظل هذا الهول ـ يعني ممن يؤمن به بعيد ـ الذي ينتظر كل حي ووقوعه به بعد لحظات. والذي لا نجاة منه الا بتقوى الله عزوجل واحراز رضاه في هذه الحياة وقبل فوات الاوان .. ذلك الجدال يبدو عجيبا من ذي عقل وقلب لا يتقي شر ذلك الهول المزلزل للقلوب المذهل للمرضعات. المسقط لحمل الحاملات المشيب للاطفال. وياليته كان جدالا عن علم وتفهم. ولكنه جدال (بِغَيْرِ عِلْمٍ) ولا تفهم جدال بالباطل والضلال. جدال ناشىء من اتباع الشيطان. فهذا الصنف من الناس يجادل في الله بالهوى والتضليل وهم أتباع لكل شيطان مريد (كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ) فالشيطان قد حتم على نفسه أنه يضل من صدقه واتبعه. الى عذاب لا نهاية له ولا نفاد.
(يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ) : ان البعث هو اعادة لحياة كانت ولتجمع عظام بليت وتفرقت. وهو أيسر من ايجادها من