صورته ولا كيفية سمع موسى (ع) (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ) فيا للتكريم ان يكون الله بذاته هو الذي قد اختار موسى (ع) من مجموع من يعيش على وجه الارض في ذلك الوقت والعصر. (فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى) فاما الالوهية الواحدة فهي قوام العقيدة. والله في ندائه لموسى (ع) يؤكدها كل التأكيدات (إِنَّنِي أَنَا اللهُ) فالساعة هي الموعد المرتقب للجزاء الكامل العادل الذي تتوجه اليه النفوس فتحسب حسابه وتسير في الطريق. وهي تراقب وتحاسب وتخشى الانزلاق. والله سبحانه يؤكد مجيئها. (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ) وانه يكاد يخفيها. فعلم الناس بها ممنوع ولا يمكن لهم الوصول اليها لأن الخالق العظيم يستحيل ان يحيط به المخلوق المحدود واذا حجب علم شيء عن مخلوقاته استحال ان يصلوا اليه لانهم لا يعلمون الا ما علمهم. (فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى) لان اتباع الهوى يسد عن معرفة الحق فالفطرة السليمة تؤمن من نفسها بان الحياة الدنيا لا تجوز ان تكون هي غاية وجود الانسان ولا يتم العدل الا بوجود دوام غير هذه الدار ليكافىء المحسن على احسانه ويعاقب المسيء بسبب عصيانه.
(وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى (١٧) قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى (١٨) قالَ أَلْقِها يا مُوسى (١٩) فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى (٢٠) قالَ خُذْها وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى (٢١) وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرى (٢٢) لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى (٢٣) اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى (٢٤)
قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (٢٥) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (٢٦) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي (٢٧) يَفْقَهُوا قَوْلِي (٢٨) وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي (٢٩) هارُونَ أَخِي (٣٠) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (٣١) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (٣٢) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً (٣٣) وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً (٣٤) إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً (٣٥) قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى (٣٦))
البيان : انها العصا ولكن أين هي انما يتذكر فيجيب. والسؤال