محلية محدودة موقتة لزمان خاص وجيل خاص وجماعة خاصة. فهي معرض للتعديل والتغيير من الله عزوجل حسب الحكمة. حتى اذا جاءت الرسالة الاخيرة جاءت كاملة في أصولها ، وفروعها وأحكامها وبيانها :
(ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً).
وليست البلية في أن يرصد أهل الكتاب كيدهم لهذا الدين وأهله أو ان يكون المستشرقون الذين يكتبون مثل هذا الكذب هم طليعة الهجوم على هذا الدين وأهله.
انما البلية الكبرى أن كثيرا من السذج الاغرار ممن يسمون أنفسهم بالمسلمين يتخذون من هؤلاء المزورين على نبيهم ودينهم ، المحاربين لهم ولعقيدتهم ، أساتذة لهم يتلقون عنهم في هذا الدين نفسه ، ويستشهدون عما يكتبونه عن تاريخ هذا الدين وحقائقه ، ثم يزعم هؤلاء السذج الاغرار لانفسهم انهم (مثقفون).
(فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ، النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ ، الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ).
هذا النداء يتضمن لفتات دقيقة ، ينبغي أن نستفيد منها : انه يتضمن ابتداء ذلك الامر بالايمان بالله ورسوله ، المبتدىء (بشهادة : ان لا اله الا الله ، وان محمدا رسول الله).
ثم يتضمن ثانية أن النبي الامي ص وآله ، يؤمن بالله وكلماته ، ومع أن هذه بديهية ، الا ان هذه اللفتة لها قيمتها ومكانتها ، فالدعوة لا بد أن يسبقها ايمان الداعي بحقيقة ما يدعو اليه ، ووضوحه في نفسه ويقينه منه ، لذلك يجيء وصف النبي المرسل الى الناس جميعا بانه