(وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ) (فلا يغرنهم تخلف العذاب عنهم قليلا انهم لن يسبقوا ولن يتأخروا اذا جاء الوقت المعلوم للحساب والجزاء.
ان سنة الله لا تتخلف ، ولكل أمة اجل مرتب على عملها.
(ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ)
(وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (٦) لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٧) ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ (٨) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (٩) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (١٠) وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (١١) كَذلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (١٢) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (١٤) لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (١٥) وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ (١٦) وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (١٧) إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ (١٨))
البيان : وتبدو السخرية في ندائهم : (يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ) فهم ينكرون الوحي والرسالة. ولكنهم يتهكمون بهذا النداء. ويبدو منهم سوء الادب في وصفهم للرسول الامين (إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) وكانوا من قبل ان يدعوهم الى الايمان بالله. يصفونه (بالصادق الامين) ولكن الهوى غير مجراهم وقلب ألفاظهم : (لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ).
ويأتي الرد على ذلك التهكم وتلك الوقاحة وذلك الجهل المركب (ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ) وليس الذي ينقصهم هو توافر دلائل الايمان. فهم معاندون مكابرون مهما تأتهم من آية بينة. فهم في عنادهم ومكابرتهم سادرون (وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ) ـ لقالوا ـ (نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ). لقالوا سحرنا هذا الساحر. فكل ما نراه وما نحسه وما تتحرك فيه العاب سحرية واوهام :