الدنيا ، نعيم الجنة الخالد لا ينفد (تلك عقبى للذين اتقوا. وعقبى الكافرين النار) هذه هي نهاية المسير للطرفين.
(وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُوا وَإِلَيْهِ مَآبِ (٣٦) وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واقٍ (٣٧) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ (٣٨) يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ (٣٩) وَإِنْ ما نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ (٤٠))
البيان : ان الفريق الصادق من أهل الكتاب في الاستمساك بدينه ، يجد في هذا القرآن مصداق القواعد الاساسية في عقيدة التوحيد. كما يجد الاعتراف بالديانات التي سبقته وكتبها. ودرسها مع الاكبار والتقدير. وتصور الاصرة الواحدة التي تربط المؤمنين بالله جميعا. فمن ثم يفرحون ويؤمنون. والتعبير بالفرح هنا حقيقة نفسية في القلوب وهو فرح اللقاء مع الحق وزيادة اليقين بصحة ما لديهم ومؤازرة الكتاب الجديد. (وَمِنَ الْأَحْزابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ) الاحزاب من أهل الكتاب والمشركين ، ولم يذكر هذا البعض الذين ينكرونه لان الغرض ذكر هذا المقدار. (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ ، يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) ان عند الله تعالى كتابين : كتاب المحو والاثبات ، والكتاب المحفوظ الذي لا يتغير ولا يتبدل لانه الصورة النهاية للاشياء التي تستقر عليها من ارادة الله تعالى او من افعال العباد واختيارهم الاخير من خير أو شر. (فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ) وفي هذا التوجيه الحاسم ما فيه من بيان طبيعة الدعوة ان الدعاة الى الله تعالى ليس عليهم الا ان يؤدوا تكاليف الدعوة في كل مراحلها.