المسيح بتوصيل
الناس بأبي المسيح (بزعمهم) الى نهاية السلسلة التي متى بدأت الحلقة الاولى فيها
بفساد تصور العلاقة بين الخالق والمخلوق فسدت الحلقات التالية كلها في كل ضروب
الحياة ..
فليست مجرد فساد
في التصور الاعتقادي. ولكنه مسألة الحياة برمتها ، وكل ما وقع بين الكنيسة وبين
العلم والعقل من عداء. انتهى الى تخلص المجتمع من سلطان الكنيسة. بتخلصه من سلطان
الدين نفسه ، انما نشأ من هذه الحلقة. حلقة فساد تصور العلاقة بين الله وخلقه ،
وجر في ذيوله شرا كثيرا تعاني البشرية كلها ويلاته في التيارات المادية وما وراءها
من بلايا وأرزاء.
ومن ثم كان حرص
العقيدة الاسلامية على تجلية هذه العلاقة تجلية كاملة لا لبس فيها ولا ابهام. الله
خالق أزلي باقي سرمدي ، لا يحتاج مخلوقاته ويستحيل أن يكون له شبيه او ولد أو شريك
ليس كمثله شيء وهو اللطيف الخبير. تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ
نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي
وَتَذْكِيرِي بِآياتِ اللهِ فَعَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ
وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا
إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ (٧١) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَما سَأَلْتُكُمْ مِنْ
أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ
الْمُسْلِمِينَ (٧٢) فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ
وَجَعَلْناهُمْ خَلائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَانْظُرْ
كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (٧٣))
ـ البيان : ان الحلقة التي تعرض هنا من قصة نوح (ع) هي الحلقة
الاخيرة. حلقة التحدي الأخير بعد الانذار الطويل والتذكير الطويل. والتكذيب. ولا
يذكر في هذه الحلقة موضوع السفينة. ولا من ركب فيها ولا الطوفان. ولا النقصيات في تلك الحلقة.
لأن الهدف هو ابراز التحدي. والاستعانة بالله وحده. ونجاة الرسول ومن