فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (٥٩))
وتذكر بعض الروايات أن القرية المقصودة هنا هي بيت المقدس التي أمر الله بني اسرائيل ان يدخلوها ويخرجوا منها العمالقة الذين كانوا يسكنونها ، وقد نكص بنوا اسرائيل عن دخولها وقالوا لموسى : (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ).
واليك بالقصة في اختصار
ان السبب كان في انزال المن ، والسلوى ، عليهم انه لما ابتلاهم بالتيه لقولهم أرنا الله ... فوقعوا في التيه ، فصاروا كلما ساروا وأصبحوا فاذا هم في مكانهم الذي ارتحلوا منه حتى تمت المدة وهي أربعون سنة ، وفي التيه توفى موسى وهارون ، ثم خرج يوشع بن نون وصي موسى (ع). وقد نشأ جيل جديد بقيادة يوشع (ع) فدخل المدينة وفتحها بعون الله. ولكنهم بدلا من أن يدخلوها سجدا كما أمرهم الله ، علامة على التواضع والخشوع ويقولوا : حطة .. أي حط عنا ذنوبنا واغفر لنا .. دخلوها في غير الهيئة التي أمروا بها ، وقالوا قولا آخر غير الذي أمروا به.
والسياق يواجههم بهذا الحادث في تاريخهم وقد كان مما وقع بعد الفترة التي يدور عنها الحديث هنا ـ وهي عهد موسى (ع) ـ ذلك انه يعتبر تاريخهم كله وحدة قديمة كحديثه ووسطه لطرفيه ، كله مخالفة وتمرد وعصيان وانحراف خارج عن المتعارف باجمعه.
وأيا كان هذا الحادث ، فقد كان القرآن يخاطبهم بأمر يعرفونه ، ويذكرهم بحادث يعلمونه فلقد نصرهم الله فدخلوا القرية المعينة. وأمرهم أن يدخلوها في هيئة خشوع وخضوع ، وان يدعوا الله ليغفر لهم ويحط عنهم وزرهم ، وأن يزيد المحسنين ، فخالفوا هذا كله ، فلذا قال