ضمانات ، مرتبطة بعهد الله كما أنها بدئت بتوحيد الله عزوجل.
انه أمر هائل هذا الذي تتضمنه الآيات الثلاث ، أمر هائل يجيء عقيب قضية تبدو كأنها لمحة جانبية من الجاهلية ولكنها في الحقيقة هي قضية هذا الدين الاساسية بدلالة ربطها بهذه الوصايا الهائلة الكلية : (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ).
قل تعالوا أقص عليكم ما حرمه عليكم ربكم ـ لا ما تدعون انتم انه حرمه بزعمكم غير الله ، فالتحريم مختص بمن له حق الربوبية والحاكمية. وهو الله عزوجل وحده لا شريك له. القاعدة التي يقوم عليها بناء العقيدة ، وترجع اليها التكاليف والفرائض وتستمد منها الحقوق والواجبات ، القاعدة التي يجب أن تقوم أولا قبل الدخول في الاوامر والنواهي وقبل الدخول في التكاليف والفرائض ، وقبل الدخول في النظام والاوضاع ، وقبل الدخول في الشرائع والاحكام ، هي توحيد الخالق العظيم.
يجب ابتداء أن يعترف الناس بربوبية الله وحده لهم في حياتهم كما يعترفون بألوهيته وحده في عقيدتهم ـ ان كانوا صادقين ـ فلا يشركون معه أحدا في أحكامه وتنظيمه وحاكميته نعم يجب أن يعترفوا له لله وحده بانه المتصرف في شؤون هذا الكون وما حواه ، ويعترفوا له وحده بانه المتصرف في حسابهم وجزائهم يوم الدين واليه يرجع الامر كله في الدنيا والآخرة.
هكذا يجب أن تكون تنقية الضمير من أوشاب الشرك وتنقية العقل من أوشاب الخرافة وتنقية المجتمع من تقاليد الجاهلية ، وتنقية الحياة من عبودية العباد للعباد.
ان الشرك في كل صوره هو محرم ، لانه ينتهي الى كل محرم