فالاسلام منهج واضح عقيدة وعملا ، دينا وحكومة ونظاما عاما ، فمن غير أو بدل منه شيئا فكأنما غيره وبدله بكامله ، لان توحيد الله عزوجل والعبودية والحاكمية لا يقبل التجزئة ولا التبغيض لذا قال عزوجل بأصرح بيان :
(أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا. وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) ٢ س ٨٥ ي
فالامر اوضح من كل واضح ليس فيه أدنى خفاء ، وهل الدولة الا بنظامها وقانونها ، فاذا صار قانون الحكومة ونظامها أجنبيا من فعل المخلوقات استحال حسب مثل هذه الدولة على الاسلام ومن المسلمين ونظامها من عند غير الله ومن غير الاسلام.
(قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللهُ افْتِراءً عَلَى اللهِ قَدْ ضَلُّوا وَما كانُوا مُهْتَدِينَ (١٤٠))
البيان : لقد خسر هؤلاء الدنيا لقتلهم اولادهم ـ وهل الحياة الدنيا وزينتها الا مال وبنون ـ وخسروا الآخرة لانهم قتلوا عباد الله وفعلوا ما حرم الله تعالى فعله وهذا هو الخسران المبين. ان الاولاد ملك لخالقهم وهو المتكفل في أرزاقهم في مدة حياتهم في الدنيا كما كفلهم في بطون امهاتهم. ولا ينقطع رزق مخلوق حتى ينتهي أجله وحياته ، وقتل الاولاد خوفا من الفقر دليل الجهل بالله أو سوء الظن بصدق قوله وتعهده برزق عباده حتى العاصين له.
قال تعالى :
(وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً) ١٧ س ٣١ ي