البيان : انها طرقات قوية وايقاعات عنيفة على قلوب الظالمين من شياطين الانس والجن الذين يمكرون ويتطاولون ويحرمون ويحللون ، ويجادلون في شرع الله بما يشرعون. وهم هكذا في قبضة الله يبقيهم كيف يشاء ، ويذهب بهم أنى شاء ، ويستخلف من بعدهم ما يشاء ومن يشاء ، كما انها ايقاعات من التثبيت والطمأنينة في قلوب العصبة المسلمة التي تلقى العنت من كيد الشياطين ومكرهم ومن أذى المجرمين وعدائهم ، فهؤلاء هم في قبضة الله ضعافا حتى وهم يتجبرون في الارض بغير الحق ويمكرون كما يشاؤون.
(إِنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) ، انكم في يد الله وقبضته ، ورهن مشيئته وقدرته فلستم بمفلتين أو مستعصين ، ويوم الحشر الذي شاهدتهم منه مشهدا منذ لحظات ينتظركم وانه لآت لا ريب فيه ، ولن تفلتوا يومها ، ولن تعجزوا الله القوي المتين.
وتنتهي التعقيبات بتهديد آخر ملفوف ، عميق الايحاء والتأثير في القلوب الحية : (قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ) انه تهديد الواثق من الحق الذي معه ، والحق الذي وراءه ، ومن القوة التي في الحق والقوة التي وراء الحق ، التهديد من الرسول ص وآله ، بانه نافض يديه من أمرهم ، واثق مما هو عليه من الحق ، واثق من منهجه وطريقه ، واثق كذلك مما هم عليه من الضلال وواثق من مصيرهم الذي هم اليه منتهون : (إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ).
فهذه هي القاعدة التي لا تتخلف ، انه لا يفلح أهل المكر والعصيان والاجرام والفساد ، الذين يتخذون من دون الله أولياء وليس من دون