ويجد المؤمن بالله عزوجل المطيع له : في قلبه هذا النور ، فيجد الوضاءة في خواطره ومشاعره وملامحه ، ويجد الراحة في باله وأفكاره وجوارحه وحاله ومآله وجميع مواهبه.
ويجد الرفق واليسر في ايراد الامور واصدارها وفي استقبال الاحداث واستدبارها. ويجد الطمأنينة والثقة واليقين والراحة والسعادة في كل حالة وفي كل حين.
وهكذا يصور التعبير القرآني الفريد تلك الحقيقة بايقاعاته الموحية من معانيه النيرة :
(أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ ، وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ)
كذلك كان الناس قبل مجيء الاسلام وانبثاق نوره الزاهر واريجه الفياح وضيائه اللامع وقبل أن ينفتح الايمان في أرواحهم فيحييها ويطلق فيها هذه الطاقة الضخمة من الحيوية والحرية والتطلع والاستشراف كانت قلوبهم مواتا ، وكانت أرواحهم ظلاما.
فاذا قلوبهم تنفتح على الايمان فتهتز واذا أرواحهم يشرق فيها النور المضيء ويغيض فتمشي به في الناس ، تهدي الضال وتلتقط الشارد ، ويطمئن الخائف وتحرر المستعبد وتكشف معالم الطريق للبشر وتعلن في الارض ميلاد الانسان الجديد الذي اختص بعبودية الله تعالى ونبذ وراءه جميع عبادات المخلوقات من أحياء وجماد.
أفمن نفخ الله في روحه الحياة ، وأفاض على قلبه النور ، كمن لم يزل في الظلمات يتخبط. انهما عالمان مختلفان شتان بينهما شتان ، فما الذي يمسك بمن في الظلمات والنور حوله يفيض
(كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) : هذا هو السر ، ان هناك