ولكنه خلق الحياة وحده ، وجعلها قادرة على صيانة نفسها ، وعلى الاستمرار من جيل الى جيل مع الاحتفاظ بكل الخواص والمميزات التي تعيننا على التمييز بين نبات وآخر.
ان دراسة التكاثر في الاحياء تعتبر أروع دراسات علم الاحياء ، وأكثرها اظهارا لقدرة الله العظيم القدير ، ان الخلية التناسلية في الاحياء تعتبر أروع ما ينتج عنها النبات الجديد تبلغ من الصغر درجة يصعب مشاهدتها الا باستخدام المجهر المكبر. ومن العجيب ان كل صفة من صفات النبات وكل عرق وكل شعيرة ، وكل فرع على ساق وكل جذر أو ورقة يتم تكوينها داخل الخلية التي تنشأ منها النبات تلك الفئة تحت اشراف مهندسين قد بلغوا دقة الحجم مبلغا كبيرا فاستطاعوا العيش داخل الخلية التي تنشأ منها النبات تلك الفئة من المهندسين هي فئة (الروموسومات ـ ناقلات الوراثة) وفي هذا القدر كفاية لنعود الى الجمال المشرق في سياق القرآن (ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ) مبدع المعجزات المتكررة هو الله الذي يستحق أن تدينوا له وحده بالعبودية والخضوع والاتباع. (فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ).
فكيف تصرفون عن هذا الحق الواضح للعقول والقلوب والعيون والضمير والوجدان ان معجزة انبثاق الحياة من الموات يجيء ذكرها كثيرا في القرآن المجيد ، كما يجيء خلق الكون ابتداء ، في معرض التوجيه الى حقيقة الالوهية ، وآثارها الدالة على وحدة الخالق.
ومن هنا ترى التعقيب على معجزة الحياة في قوله : (ذلِكُمُ اللهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) (فالق الاصباح) ان فالق الحب والنوى هو فالق الاصباح وجاعل الليل سكنا.