وكانت ولادة ابراهيم (ع) في زمن الملك الجبار (نمرود) وكان مع قومه يعبدون الاصنام. ويروى ان نمرود رأى في منامه : كأن كوكبا طلع فذهب نوره بضوء الشمس والقمر. ولما سأل المنجمين عن رؤياه أخبرو ، عن مولود يذهب ملكك وينسخ دينك.
فقال لهم نمرود في أي البلاد يكون قالوا : في هذا البلد. فسأل نمرود هل ولد قالوا لا فأمر بان تراقب كل امرأة حامل. فاذا ولدت ذكرا قتلوه واذا ولدت انثى تركت وحملت امرأة تارخ بولدها ابراهيم (ع) ولم يظهر عليها آثار الحمل حتى كانت في ايامها الاخيرة فذهبت عندما احست بالولادة الى غار خارج البلد فولدت فيها وقمطت ولدها ابراهيم وتركته بالمغارة. وسدت بابها باحجار كبيرة ورجعت الى البيت ولم يشعر بها احد وكان ابو ابراهيم تارخ قد مات قبل ولادته. وكان آزر عمه هو الذي يتولى شؤون بيت اخيه تارخ. وكانت ام ابراهيم تتعاهد ولدها في الغار فتراه يرتضع من ابهامه ويخرج الله تعالى له اللبن منه عند غيابها عنه. وكان ابراهيم يشب في الاسبوع مقدار الشهر. والشهر مقدار السنة فلما كبر وأصبح كأنه ليس من مولود سنة الرؤيا قال لأمه اخرجيني معك قالت اخشى عليك من الملك فذكرت له الرؤيا. فقال لها لا عليك اخرجيني معك والله يدفع عني. فأخرجته معها ودخل مع اخوانه فرآه عمه آزر فقال لها من هذا المولود قالت هو ابن اخيك تارخ قال لعله المولود الذي يطلبه الملك. قالت لا عليك اذا عرف به فانا اقوم بحجتي عنده فلما عرف الملك وجه اللوم على آزر فاشار الى امه فقال لها الملك ما الذي دعاك لمخالفتي فقالت ان كان ولدي هذا الذي تطلبه فهو بين يديك وكف عن قتل الاطفال. وان كان ليس هو فمالك سبيل عليه فافحمته والقى الله محبته في قلب نمرود فتركه لها. وكف عن قتل الاطفال وعلم ان ما يفعله لا ينفعه.