لا يعزب عن علم الله شيء (ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) فهو عرض السجل الذي وعى على ما كان حتى الانفاس والخطرات وهو العدل الدقيق الذي لا يظلم في الجزاء. وكيف تكون الآيات الخوارق ان لم تكن هي هذه (وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ) فهو صاحب السلطان القاهر وهم بأجمعهم تحت سيطرته. (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ) (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ) مولاهم الذي خلقهم من العدم وانعم عليهم بالجوارح والحواس. (وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ) فهو وحده يحكم ويحاسب. فلا يبطىء في الحكم. ولا يمهل في الجزاء لأهل الايمان والاحسان واما أهل العصيان والانحراف هم بانفسهم يلاقون العذاب ويقعون في حفر النيران. فكل بقعة اجرموا فيها فهي قطعة من قطع جهنم وما بين احدهم والانكشاف الا نزول الموت.
(قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٦٣) قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (٦٤)
قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (٦٥) وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (٦٦) لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٦٧))
البيان : ان تصور الخطر وتذكر الهول قد يردان النفوس الجامحة ويرفقان القلوب الغليظة ، ويذكران النفس لحظات الضعف والانابة. كما يذكرانها رحمة الفرج ونعمة النجاة.
(قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ). انها تجربة يعرفها كل من وقع في ضيقة. او رأى المكروبين في لحظة الضيق. وظلمات البر والبحر كثيرة. وليس من الضروري ان يكون الليل لتتحق الظلمات. فالمتاهة