(قُلْ : لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ). انها الفطرة والعقيدة الصحيحة ووام هذه الحياة ودليل الطريق الى رضا الله والجنة التي هي مصدر الغنى والعز والسعادة التي لا تزول عن كل من أحرز رضا الله والجنة.
(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ) نعم الايمان بالله واحراز رضاه هو النور واضاءة البصيرة ، والخاسر لهذا الرضا هو الاعمى والميت وان كان يمشي في الاسواق.
والعقل البشري انما يستضيء بطاعة الله واحراز رضاه والابتعاد عما حرمه ، وترك طاعة الله بمعناها الحقيقي هو العمى. والظلام والموت للاحياء قبل موت الجسم :
(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ ، أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ) أم هل يستوي الاحياء والاموات.
والعقل البشري حينما يتحرك في اطار الوحي الالهي ، لا يتحرك في مجال ضيق ، وانما يتحرك في مجال وسيع لا حدود له ، يتحرك اول حركة له في هذا الكون الواسع الذي لا تعرف له حدود. وحين اذ تظهر لصاحبه بدائع الصنع الالهي والتدبير الرباني والقدرة الباهرة ، انه عالم الشهادة المبسوط لدى أولي الالباب والعقول النيرة ، وعالم الغيب من ورائه ، ينظره العقل بمنظار الخرائط الشرعية التي رسمها الله تعالى في منهجه القويم فهذه الاداة العظيمة التي وهبها الله تعالى للانسان وفضله بها على سائر مخلوقاته هي العقل النوراني ، وانما وهبه لنا لنعمل به في الهدى الرباني الذي لا يضل من استضاء به.
(وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (٥١) وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ