ارادة ، هم من عالم البهائم. ولو كانت ابدانهم خلاف البهائم ولو صعدوا للقمر والمريخ وصاروا علماء مجتهدين. واؤلهم شارب الدخان الخبيث.
(فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ (٣٦))
ـ وبالتعبير المصور : (أزلهما) انه لفظ يرسم صورة الحركة التي يعبر عنها. وانك لتكاد تلمح الشيطان وهو يزحزحهما عن الجنة ويدفع باقدامهما فتزل وتهوى. عندئذ تمت التجربة. ونسي آدم عهده وضعف امام الغواية. وعندئذ حقت كلمة الله فصرح قضاؤه.
(وَقُلْنَا : اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ)
وكان هذا ايذانا بانطلاق المعركة في مجالها المقدر لها. بين الشيطان والانسان الى آخر الزمان. ونهض آدم من عثرته بما ركب في فطرته ودرك خطأه بمخالفته لخالقه فجعل يتوسل اليه.
(فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (٣٧))
ـ عن الامام (ع) انه لما زلت من آدم الخطيئة وجعل يعتذر الى ربه عزوجل قال يا رب تب علي واقبل معذرتي واعدني الى مرتبتي وارفع لديك درجتي فلقد تبين نقص الخطيئة وذلها في سائر اعضائي. فقال الله عزوجل له : يا آدم اما تذكر امري اياك بان تدعوني عند الشدائد والدواهي والنوازل بأحب خلقي الي محمد وآله الطيبين الطاهرين (ع) فأجيبك.
وعندها قال آدم : يا رب بلى قد ذكرت الآن ما أوصيتني به. فقال الله عزوجل : بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (ع) خصوصا فأدعني اجبك الى ملتمسك ، فقال آدم يا رب وآلهي قد بلغ عندي في محلهم انك بالتوسل بهم تقبل توبتي وتغفر خطيئتي وانا الذي أسجدت له ملائكتك وابحته جنتك وزوجته حوا امتك واخدمته