(وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ)
(فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ ، فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ). واذا كان الله قد رفع عذاب الاستئصال عن امة محمد ص وآله عند تماديها في الاجرام فهناك ألوان من العذاب يبتليها به وهم لا يشعرون لقد سلط عليهم الكفار والاشرار يسومونهم سوء العذاب وفي الآخرة عذاب النار وبئس المصير.
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ وَخَتَمَ عَلى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (٤٦) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (٤٧) وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٤٨) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (٤٩))
البيان : هذا مشهد تصويري يجسم لهم عجزهم أمام بأس الله من جانب كما يصور لهم حقيقة ما يشركون به من دون الله من جانب آخر في موقف الجد.
ولكن هذا المشهد يهزهم من الاعماق ، ان خالق الفطرة يعلم انها تدرك ما في هذا المشهد من جد وما وراءه من حق. (انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ) وهو مشهد مصحوب بمشهد الصدوف والاعراض والانحراف الهائل عن جادة الطريق المستقيم
(قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً) سواء جاءهم العذاب بغتة وهم غارقون في لهوهم ولعبهم أو منغمسون في فسقهم واجرامهم. فان الهلاك سيحل بساحتهم اينما كانوا وكيفما كانوا ، فهم اضعف من أن يستطيعوا ان يدفعوا عن أنفسهم ما أراده الله من سحقهم