الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (٣٠) قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللهِ حَتَّى إِذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قالُوا يا حَسْرَتَنا عَلى ما فَرَّطْنا فِيها وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ (٣١) وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (٣٢))
البيان : قضية البعث والحساب والجزاء في دار الآخرة من قضايا العقيدة الاساسية التي جاء بها الاسلام ، والتي يقوم عليها بناء هذه العقيدة بعد قضية وحدانية الالوهية. والتي لا يقوم هذا الدين ـ عقيدة وتصورا وخلقا وسلوكا. وشريعة ونظاما الا عليها.
ان هذا الدين الذي أكمله الله عزوجل ، وأتم به النعمة بولاية علي (ع) وأبنائه المعصومين على المؤمنين جميعا وعلى البشر أجمع الى يوم القيامة ، هو حجة كبرى.
فالحياة ـ في التصور الاسلامي ـ ليست هي هذه الفترة القصيرة التي تمثل عمر الفرد في هذه الدنيا الفانية المحدودة ، بل هي تمتد طولا في الزمان وتمتد عرضا في الآفاق وتمتد عمقا في العوالم ، وتمتد تنوعا في الحقيقة ، عن تلك الفترة التي يراها ويظنها ويتذوقها من يغفلون عن الحياة الآخرة من حسابهم ولا يؤمنون بها.
ان الحياة ـ في التصور الاسلامي ـ تمتد في الزمان الطويل ، فتشمل فترة لا حدود لها وما هذه الحياة المشهودة الا ذرة ضئيلة لا نسبة لها مقابل الحياة الآخرة التي لا تحد بحدود ولا تقدر بمقدار ، ولا تساوي الدنيا ـ بالقياس اليها ـ جناح بعوضة.
والشخصية الانسانية ، في التصور الاسلامي ، يمتد وجودها في هذه الابعاد من الزمان وفي هذه الآفاق من المكان ، ويتعمق تذوقها للحياة ، وقيمتها بقدر ذلك الامتداد الذي لا ينتهي.
ومن هذا الاختلاف في التصور بين المسلم الحقيقي ، وبين سواه