(وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً (٦٦) وَإِذاً لَآتَيْناهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً (٦٧) وَلَهَدَيْناهُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً (٦٨) وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (٦٩) ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللهِ وَكَفى بِاللهِ عَلِيماً (٧٠))
ان هذا المنهج ميسر لينهض به كل ذي فطرة سوية ، انه لا يحتاج للعزائم الخارقة الفائقة التي لا توجد الا نادرة ، وهذا الدين لم يجيء للقلة ، وانما جاء للناس جميعا من أقواهم الى أضعفهم ومن أعلمهم وأذكاهم الى أجهلهم وأبسطهم ولا يكلف نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت.
لقد كلفهم بطاعات دون طاقتهم يجب عليهم اداؤها ، ونهاهم عن محرمات دون قدرتهم وجب عليهم اجتنابها ، وفوائد ومنافع هذه الطاعات ترجع اليهم دون سواهم والله غني عنهم وحماهم من مضرات ومفاسد رأفة ورحمة بهم لا لغرض آخر غير ذلك انه رؤوف رحيم.
(وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ).
قتل النفس والخروج من الديار .. مثلان للتكاليف الشاقة ، التي لو كتبت عليهم ما فعلها الا قليل منهم. بل المراد انها سهلة يسيرة يمكن لكل فرد أن يؤديها حتى يشمل التكليف كل النفوس العادية.
(وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ ، فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ).
انها اللمسة التي تستجيش مشاعر كل قلب فيه ذرة من خير ، وفيه بذرة من صلاح ، وفيه اثارة من التطلع الى مقام سامي رفيع في