(يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أَرَدْنا إِلَّا إِحْساناً وَتَوْفِيقاً)
انها حال مخزية حين يعودون شاعرين بما فعلوا غير قادرين على مواجهة الرسول ص وآله بحقيقة دوافعهم ، وفي الوقت ذاته يحلفون كاذبين ، انها حجة الذين يزعمون الايمان وهم غير مؤمنين وهي حجة المنافقين الملتوين دائما وفي كل حين ، والله سبحانه يفضح ما يضمرون ، ويخبر انه يعلم حقيقة كذبهم ونفاقهم ، وما تنطوي عليه جوانحهم (أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ).
(وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً (٦٤) فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (٦٥))
البيان : وهذه حقيقة لها وزنها .. ان الرسول ليس مجرد (واعظ) يلقى كلمته ويمضي لتذهب في الهواء ـ بلا سلطان ـ كما يقول المخادعون عن طبيعة الدين وطبيعة الرسل ، أو كما يفهم الذين لا يفهمون مدلول (الدين).
ان الدين منهج حياة واقعية .. بتشكيلاتها وتنظيماتها ، وأوضاعها وقيمها واخلاقها وآدابها وعباداتها وشعائرها كذلك.
ان الدين منهج كله يقضي أن يكون للرسالة سلطان. سلطان يحقق المنهج وتخضع له النفوس خضوع طاعة وتنفيذ ، والله أرسل رسله ليطاعوا باذنه وفي حدود شريعته. في تحقيق منهج الدين ، منهج الله الذي أراده لتصريف هذه الحياة.
ومن هنا كان تاريخ الاسلام كما كان .. كان دعوة وبلاغا ونظاما وحكما وخلافة بعد ذلك باختيار من الله تعالى بعد رسوله ص وآله تقوم بقوة الشريعة والنظام على تنفيذ الشريعة ، لتحقيق الطاعة الدائمة