عن أمير المؤمنين (ع) اعرفوا الله بالله ، واعرفوا الرسول بالرسالة ، وأولي الأمر بالمعروف والعدل والاحسان. وعنه (ع) لا طاعة لمن عصى الله ، وانما الطاعة لله ولرسوله ولولاة الامر ، انما أمر الله بطاعة الرسول لانه معصوم مطهر لا يأمر بمعصية الله وانما أمر بطاعة اولي الامر لانهم معصومون ، مطهرون لا يأمرون بمعصية الله عزوجل) والاخبار في هذا المعنى لا تحصى.
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (٦٠) وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (٦١) فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جاؤُكَ يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ إِحْساناً وَتَوْفِيقاً (٦٢) أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (٦٣))
البيان : ألم تر الى هذا العجب العجاب قوم يزعمون الايمان بالله وكتابه ثم يهدمون هذا الزعم ، أو يكذبون انفسهم وزعمهم في آن واحد ، وكيف يصدر من زعم صحيح للايمان ، ثم يذهب صاحب هذا الزعم فيتحاكم الى الجبت والطاغوت الذي يتوقف الايمان الصحيح على الكفر والبراءة منه. ولكن تحاكمهم الى الطاغوت دليل جلي على اضلال الشيطان لهم وعبادتهم له دون الله عزوجل.
ان المقتضى الفطري البديهي للايمان ان يتحاكم الانسان الى ما آمن به والى من آمن به (فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) وهذه المصيبة قد تصيبهم بسبب انكشاف نفاقهم وافترائهم على كذب وفساد ما يزعمون ، وأيا كان سبب المصيبة فالنص القرآني يسأل مستنكرا : فكيف يكون الحال حينئذ وكيف يضيفون الى جريمتهم جريمة اخرى ،