(إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ. يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ. فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) س ٤٨ ١٠ ي
ان المسلم المؤمن حقيقة مطلوب منه أن يؤدي الشهادة لهذا الدين الصحيح ، شهادة تؤيد الحق ، وتؤيد الخير الذي يحمله هذا الدين للعالم أجمع ، يشهد لهذا الدين بالأحقية والافضلية دون سواه.
والمسلم الصحيح حينما يؤدي هذه الشهادة من هذا الدين قاعدة حياته ونظام مجتمعه ، وايثار الموت في سبيله على الحياة ، بل هو أعز ما يحرص عليه الاحياء بالمعنى الصحيح.
فالويل لمن يصد الناس عن هذا الدين ، ثم يدعي انه مؤمن والله يشهد انه من الكاذبين.
(وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ (٥٤))
البيان : فالمكر الذي مكره اليهود ، هو قذف امه الطاهرة مع يوسف النجار ، وقد اتهموه بالكذب ووشوا به الى الحاكم ، والمكر من الله عزوجل هو التدبير لاحباط مكر الماكرين.
لقد أراد اليهود صلب عيسى (ع) وقتله ، وأراد الله ان لا يصلب عيسى ولا يقتل ، فقد ألقى على من وشى ودل عليه شبه عيسى ورفعه الله اليه ، فلما جاء الاعداء لزموا عدوه الذي أصبح شبيها لعيسى تماما وأخذوه وصلبوه وقتلوه وهو ينكر أنه عيسى فلم يرد عليه.
وتروي القصة هكذا : ان عيسى (ع) جمع الحواريين تلك الليلة وأوصاهم. ثم قال لهم : ليكفرن بي أحدكم قبل أن يصيح الديك ويبيعني بدراهم يسيرة ، فخرجوا وتفرقوا وكانت اليهود تطلبه فأتى أحد الحواريين اليهم ـ واسمه يهوذا ـ فقال ما تجعلوا لي ان انا دللتكم عليه فجعلوا له ثلاثين درهما ، فأخذها ودلهم عليه ، فقال لهم انتظروا