وانهم من اتباعه وهم معرضون عن الاحتكام اليه في امور دينهم ودنياهم فكيف يجوز ان يدعو الاسلام والايمان وهم يتحاكمون الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به.
انه تعجب يتوجه الى المسلمين بالاولوية. كي يلتفتوا من مخالفة افعالهم مع اقوالهم والله تعالى يقول لمثل هؤلاء من اليهود والنصارى والمسلمين جميعا ويهددهم بالعذاب والنكال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) ـ بالتوراة والانجيل والقرآن ـ (لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ. كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ ...) سورة الصف
انه مثل يضربه الله لهؤلاء عامة. والى الاسلام بالخصوص. كي يعلموا حقيقة الدين. وطبيعة الاسلام ـ انه عقيدة وعمل. قول وتطبيق ـ ويحذروا ان يكونوا موضعا لتعجيب الله عزوجل وتشهيره بهم ـ كما فعل الذين من قبلهم وهم كانوا يتعجبون من اعراض اليهود والنصارى وعدم تصديقهم برسول الله ص وآله وما انزل اليه من ربه.
واذا هم يفعلون نفس افعالهم ويعرضون نفس اعراضهم وينبذون قرآن ربهم وراء ظهورهم ويجلبون الاساطير من الشرق والغرب ليتحاكموا اليها بدلا من قانون الله الواحد القهار.
فاذا كان هذا هو الاستنكار على موقف اهل الكتاب الذين لم يقبلوا الاسلام حين يعرض فريق منهم عن التحاكم الى كتاب الله. فكيف يجب ان يكون الاستنكار اذا كان (المسلمون) هم الذين يعرضون هذا الاعراض .. انه العجب الذي لا ينقضي. والبلاء الذي لا يقدر بمقدار والغضب الذي لا ينتهي شقاؤه وفساده. في الدنيا والآخرة. وذلك هو الخسران المبين والذل المهين.
واليك بالدعوى الكاذبة التي قائلون بها ويعتقدون بكذبها وتضليل العوام والبسطاء بها فيقولون :