ما اصاب قريش وان المال والاولاد لم تنجهم ومعهما الجاه والسلطان. لا تغني شيئا من الهلاك والدمار.
وما يزال القرآن يعمل بحقيقته الكبيرة. وبما يتضمنه من مثل هذه الحقيقة. ان وعد الله بهزيمة الذين كفروا وكذبوا وانحرفوا عن الله. لا بد من وقوعه عليهم ان عاجلا او اجلا. ووعد الله بنصر الفئة المؤمنة ـ ولو قل عددها ـ
وليس على الفئة المؤمنة الا ان تطمئن الى هذه الحقيقة. وتثق في ما وعدها خالقها ولا تقنط وان طال الامد المغيب في علم الله المدبر بحكمته المنجز لوعده الذي يحقق هذه الحكمة.
(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (١٤))
(قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (١٥) الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النَّارِ (١٦) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ (١٧))
البيان : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ) صياغة الفعل للمجهول هنا تشير الى ان تركيبهم الفطري قد تضمن هذا الميل فهو مزين ومحبب. فهي شهوات مستلذة. وليست مستقذرة. ولا كريهة.
وهنا يمتاز الاسلام بمراعاته للفطرة البشرية وقبولها بواقعها ومحاولة تهذيبها. وكذا الاسلام ينهي عن الكبت ويأمر بالضبط. وفرق شاسع بين الضبط للنفس وكبتها.
وهذه الشهوات التي ذكرت هنا هي نموذج لشهوات النفوس. التي كانت تمثلها بيئة العصر. التي خاطبها القرآن. ومنها ما هو شهوة كل نفس على مدار الزمان. كحب النساء والاولاد حيث لا تختص