الواجبة باقسامها ، واذابة لحم نبت في المعصية ونحو ذلك ، مما هو مذكور في الكتب المعتبرة ومستفاد من الاخبار الكثيرة فالله سبحانه زيادة للافضال وتتميما للاكرام فتح ابوابا متفرقة على العباد الى الخيرات فقرر أزمنة خاصة وامكنة مخصوصة واعمالا صالحة وادعية شاملة لأنواع التضرعات والطلبات.
فترى ان الله تعالى جعل كل آن من الانات ليلا ونهارا زمان الرجوع اليه وطلب الحاجة منه وجعل الاسحار ربيعا للابرار وموعدا للاخيار لمناجاته والاستغفار وجعل كل ما قرب الى الفجر افضل من غيره وجعل ليلة الجمعة ويوم الجمعة وعشيتها ميقاتا للتوبة وزمانا لطلب الحاجة ، وجعل ثلاثة اشهر أزمنة للعابدين ومواقيت للتائبين وقد الف علماؤنا كتبا عديدة لاعمال تلك الاشهر الثلاثة وجعل شهر رمضان منسوبا الى ذاته المقدسة مع ان الزمان معيار انتزاعي للحركات والمتحركات ومع ان كل زمان منه وبه وله ، وجعل ليالي القدر افضل من غيرها حتى وصلت نوبة التفضيل الى افضل تلك الليالي وانها هي ليلة احدى وعشرين كما هو الراجح بنظرنا ، او ليلة ثلاث وعشرين كما عن بعض علمائنا ، ومن هنا تعرف ان سر اختفائها او اخفائها من المعصوم (ع) لها كما في رواية حسان بن مهران ورواية الثمالي انما هو ترغيب المشتاقين الى رحمة رب العالمين وعدم اكتفائهم بليلة واحدة في الاتيان بالأعمال الصالحة والتوبة والانابة فترى ان المعصوم (ع) يقول بانه ما ايسر ليلتين ويتفرع على هذا ان الله سبحانه يقدر المقادير في ليلة ويمن على عباده بتوسيع المجال لطلب المغفرة والبركة وغفران السيئة ودفع البلية في ليلة اخرى ، وهكذا فتعدد الليالي وكونها ثلاثة او ازيد في تقدير الامور لا ينافي وحدة الليلة المباركة التي نزل القرآن فيها.
ويبقى الكلام في جفاف القلم وعدم منافاته مع التقدير.