رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) مع ان نزوله كان في مدة عشرين سنة يجيب الامام (ع) بان نزوله جملة واحدة في شهر رمضان كان الى البيت المعمور ، وعلى هذا نقول ان تطبيق الاسم على المسمى المجهول الذي له لم نره ولم نتعقله ولم يكن له في الاخبار بيان وتعريف انما هو التزام بلا ملزم ، فالبيت المعمور اسم لمكان شريف قابل لنزول القرآن ـ وهو كما عرفت كلام لفظي مخلوق من الله حادث بما له من المعاني ـ فيه وان شئت قلت ان البيت المعمور بلاط ملكي الهي وحيث ان مراتب النزول مختلفة فلنا ان نعتقد بصحة كون مرتبة من مراتب نزول القرآن انما هي قلب النبي ص وآله ومن المراتب قلب الوصي (ع) كما روى انه لما ولد قرأ بحضرة من الرسول الاعظم ص وآله قبل بعثته الشريفة قوله تعالى (١) : أفلح المؤمنون ، وحينئذ يكون نزول القرآن بواسطة جبرئيل نزول تشريفي وقانوني اما التشريف فواضح حيث ان مجيء رسول من قبل العظيم تعالى لتبليغ كلامه الى حبيبه فيه من الشرف ما لا يخفى ، واما القانونية فلان الانسان الجاهل لا يمكنه الوصول الى اعلى مدارج العلم والمعرفة آنا واحدا فحصول العلم له تدريجي اضف اليه ان التكاليف لا بد وأن تلقى على المكلفين على كيفية لا توجب التمرد والطغيان منهم واذا ترى بان تبليغ الخلافة كان آخر ما بلغه النبي ص وآله في رسالته الربانية ومع ذلك ترى ان بعضا من المعاندين قد استثقل ذلك وجحد وسأل بعذاب واقع من الله ليس له دافع ، فقطع دابره بحمد الله ولطف منه على اوليائه.
وبالجملة كان لنزول القرآن مراتب ، فصح انه نزل جملة واحدة وصح انه نزل نجوما لاختلاف المرتبة كما قلنا ، بل هناك نزول اخر حققناه في بحث التحريف وهو نزول المفهوم على المصداق الواقعي او اكمل المصاديق فراجع هذا المقام.
__________________
(١) سورة المؤمنون ، الاية ٢.