من متعلقاته ، ولما كان اعطاء منصب الرسالة رفيعا لزم عند تعيين المرسل به كما اذا قدر وعين السبب في آخر السنة ، بحيث لا ينفك عن تفرع مسببه عليه ترتب عليه تقدير المسبب في أول السنة الاتية.
والذي يقتضيه النظر الدقيق أن توقيت التقديرات بليلة القدر انما هو في بعض المراتب النازلة من مراتب القضاء والقدر وفوقه مراتب أخرى الى أن ينتهي الى اللوح المحفوظ الذي رقم فيه جميع ما هو كائن الى يوم القيامة قبل خلق العالم ، ويشبه أن يكون هو أم الكتاب التي يتولد منها أحكام القضاء مرتبة بعد مرتبة الى أن ينتهي الى تفصيل أحكام كل سنة في ليلة القدر منها وحينئذ فنزول القرآن جملة واحدة يصح أن يكون من عالم اللوح المحفوظ دفعة الى مرتبة تحتها ثم نزوله منها في مرتبة ثالثة في كل سنة بقدرها ثم نزوله في هذا العالم في أجزاء الليالي والايام ويشبه أن يكون المرتبة الثانية هي البيت المعمور أو باطنه وروحه وهو مظهره كما روى ، انتهى.
والتحقيق ان القاعدة في فهم المراد هو الاخذ بالظواهر ما لم تكن قرينة على الخلاف ، نعم حمل اللفظ على معنى مؤول تبرعا جائز ولكنه لا حجية فيه قطعا ، ومن هنا يتبين ان غالب ما ذكره اهل العرفان والتطوف في معاني الايات والاخبار وكلمات الادباء ليس بحجة لانهم لم يأتوه على ما ذكروه ببرهان يقبله العقلاء لو لا تعمد التغافل ومن هنا نقول بان ما قاله لكاشاني غير قابل للقبول لانه حمل اولا البيت المعمور على قلب النبي ص وآله وحمل ثانيا القرآن على معانيه دون الالفاظ بما لها من المعاني ، وحمل ثالثا نزول جبرئيل به على النبي ص وآله على جريانه من قلبه الى لسانه ، وهذه الامور ، ومشاكلها غير مرضية لدى العاقل الفطن ، نعم ما يظهر من الشيخ لاصفهاني النجفي (ره) من تعدد مراتب النزول صحيح بتقريب ان حديث حفص ـ ٩ ـ قرينة واضحة على تعدد مراتب النزول لأنه لما سأل الامام عليهالسلام بان الله يقول (شَهْرُ