موصول يحتاج الى الصلة ، واعني بذلك ماذا تجردت الجملة عن قصد الاخبار وقصد الانشاء معا وهو مورد التعليم والتدريس ، اذ الامثلة النحوية كلها مجردة عن قصد الاخبار وقصد الانشاء ، ولذا يكون تقسيم الجمل الكلامية الى الاخبارية والانشائية منزلا على الغالب والا ففيه مسامحة بينة ، واخرى تستعمل في مفهومها مع التطبيق على الخارج ، ومن البديهي أن الكلمة بمهومها الوضعي لا تدل على التطبيق بل لا بد من ضميمة بها يفهم المطبق عليه لذلك المفهوم ، ويعبر عن تلك الضميمة بالصلة لا تصالها بكلمة ـ من ـ الموصولة ، ومن المعلوم ان التطبيق على الخارج انما هو بيد المتكلم بحسب ما للفهوم من الاستعداد الذاتي للانطباق سعة وضيقا ، وكلمة ـ من ـ في مفهومها قابلة للانطباق على فرد او افراد ، وكذلك الجملة التي فيها تلك الكلمة قابلة للانشائية والاخبارية ، فتتكثر الاقسام بلحاظ التطبيقات المتعددة :
الاول : أكرم من أكرمك ، الجملة انشائية ، وهي عامة لعموم الصلة ، فالمطبق عليه بالارادة الجدية عام.
الثاني : أكرم من جاء بالامس ، الجملة انشائية ، وهي خاصة لان الصلة عهد خاص فالمطبق عليه أيضا خاص.
الثالث : قوله تعالى (١) : (يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ)، الجملة خبرية ، لعموم الصلة ، فالمطبق عليه عام.
الرابع : رأيت من جاءك بالامس ، الجملة خبرية والصلة خاصة بسبب العهد ، فالمطبق عليه خاص ، ثم ان المطبق عليه المعهود تارة خارجي وأخرى ذهني ، كقولك : أكرم من في المدرسة ، أو قتل من في العسكر ، وفي جميع تلك الامثلة لم تستعمل كلمتي ـ من وما ـ الموصولتين الا في معناهما البسيط الابهامي ، وليستا مشتركتين لفظيتين بين المعاني المقصودة
__________________
(١) الجمعة الآية ٢