وطعنوا فيه ، وما معنى فضيحة نساء قريش وكيف يمكن حذف مقدار كثير من سورة تقرأ ليلا ونهارا وتحفظها صدور المسلمين.
وبالجملة : الشرط الاساسي لحجية الخبر ، هو الوثوق بالصدور غير الحاصل من الاخبار التي ينقلها رجال لا نعرفهم بالوثاقة ، لانهم اما مهملون في كتب الرجال واما مذكورون مع توصيفهم بالجهل ، واما مذمومون بأمور تخرجهم عن الوثاقة ونحن لا نعتني بالكثرة الا اذا بلغت حدا يوجب الوثوق بالصدور او اقترنت بقرائن مفيدة للصدور ، فنأخذ حينئذ بالجامع بينها وانى لنا بذلك في مقامنا هذا. نعم ما قاله الشيخ المفيد او ابن الحاجب بان تلك الاخبار آحاد فلا يثبت القرآن بها غير مرضي لدنيا ، لان الاخبار اذا كان الذين جاؤوا بها عدولا نأخذ بها وان كانت آحادا غير انه كان الراوي البطائني او مثله تركنا اخباره ولكن لا لكونها من الاحاد بل لكونها ضعافا ولم يكن المخبر موثوقا به.
الثاني : لا مجال لاي تشكيك بأن الجيل الجاهلي من العرب كان ناشئا في قلب الصحراء ولم يكن عنده من العلوم والفنون شيء هام يذكر في التاريخ وانحصرت ثقافتهم في ذلك العصر ـ في الادب البدوي الاصيل النابع من صميم العاطفة صريحا صارما خاليا عن التكلف بعيدا عن الخيال ـ نظما ونثرا ـ فترى فيهم امرؤ القيس وحسان بن ثابت الذي كان يحسب من المحضرين ، نعم يضاف الى الادب العربي أمورا اخرى عدها اهل التاريخ من الثقافة العربية وهي الكهانة والقيافة والعرافة فالعربي الجاهلي كان استعداده القوي وذهنه وقريحته الصافية مصروفا في الادب شعر او خطابة مما يتعلق بشؤون الادب لغة ونحوا وبلغ اهتمام الادباء بالشعر الى حد علقوا المعلقات السبع على الكعبة وكانت ندواتهم مختصة في الاغلب بذلك وكان سوق عكاظ مؤتمرا عالميا ادبيا يحضره الادباء من كل مكان وكان من الممكن ان يثير بيتا واحدا من