كل شيء منه في حقه ، فلذلك قال جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام : اما والله لو قرىء القرآن كما انزل لا لفيتمونا فيه مسمين كما سمى من كان قبلنا ، الى ان قال : فصل ، غير ان الخبر قد صح عن أئمتنا عليهمالسلام انهم امروا بقراءة ما بين الدفتين وان لا نتعداه بلا زيادة ولا نقصان منه حتى يقوم القائم عليهالسلام فيقرأ الناس القرآن على ما أنزله الله تعالى وجمعه امير المؤمنين عليهالسلام ونهونا عن قراءة ما وردت به الاخبار من احرف تزيد على الثابت في المصحف لانها لم تأت على التواتر وانما جاء بالاحاد ، وقد يغلط الواحد فيما ينقله ، ولانه متى قرأ الانسان بما يخالف ما بين الدفتين غرر بنفسه مع أهل الخلاف وأغرى به الجبارين وعرض نفسه للهلاك ، فمنعونا من قراءة القرآن بخلاف ما يثبت بين الدفتين لما ذكرناه ، فصل ، فان قال قائل : كيف يصح القول بان الذي بين الدفتين هو كلام الله على الحقيقة من غير زيادة ولا نقصان وانتم تروون عن الائمة عليهمالسلام انهم قرؤوا : كنتم خير ائمة اخرجت للناس ، وكذلك جعلناكم أئمة وسطا ، وقرؤوا : يسئلونك عن الانفال ، وهذا بخلاف ما في المصحف الذي في ايدي الناس قيل له : قد مضى الجواب عن هذا ، وهو ان الاخبار التي جاءت بذلك اخبار احاد لا يقطع على الله بصحتها ، فلذلك وقفنا فيها ولم نعدل عما في المصحف الظاهر على ما امرنا به حسب ما بيناه ، مع انه لا ننكر ان تأتي القراءة على وجهين منزلين احدهما ما تضمنه المصحف ، والثاني ما جاء به الخبر كما يعترف مخالفونا به من نزول القرآن على اوجه شتى ، فمن ذلك قوله تعالى : (وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ) ، يريد ـ بمتهم ـ وبالقراءة الاخرى : وما هو على الغيب بظنين ، يريد به ببخيل ومثل وله : (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ)، على قراءة ، وعلى قراءة اخرى : (تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ) ونحو قوله تعالى : (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ) : وفي قراءة اخرى : ان هذين لساحرين ، وما اشبه ذلك مما يكثر تعداده ويطول الجواب باثباته ، وفيما ذكرناه كفاية ان شاء الله تعالى.