ص وآله ويتلى عليه ، وان جماعة من الصحابة مثل عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي ص وآله عدة ختمات وكل ذلك يدل بأدنى تأمل على انه كان مجموعا مرتبا غير مبتور ولا مبثوث.
وذكر ان من خالف في ذلك من الامامية والحشوية لا يعتد بخلافهم فان الخلاف في ذلك مضاف الى قوم من اصحاب الحديث نقلوا اخبارا ضعيفة ظنوا صحتها لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحته.
وقد ذكرنا في السؤال الثاني كلام الشيخ في التبيان ، وقد وافق السيد المرتضى في ذلك حيث قال : واما النقصان منه فالظاهر ايضا من مذهب المسلمين خلافه ، وهو الاليق بالصحيح من مذهبنا كما نصره المرتضى (ره) الخ ..
٢ ـ وسئل الشيخ المفيد (١) رحمهالله في المسائل السروية : ما قوله ادام الله تعالى حراسته في القرآن؟ ، اهو ما بين الدفتين الذي في أيدي الناس ام هل ضاع مما انزله الله تعالى على نبيه ص وآله منه شيء ام لا؟ وهل هو ما جمعه امير المؤمنين عليهالسلام ام ما جمعه عثمان على ما يذكره المخالفون؟
والجواب : ان الذي بين الدفتين من القرآن جميعه كلام الله تعالى وتنزيله وليس فيه شيء من كلام البشر وهو جمهور المنزل والباقي مما انزله الله تعالى قرآنا عند المستحفظ للشريعة المستودع للاحكام لم يضع منه شيء. وان كان الذي جمع ما بين الدفتين الان لم يجعله في جملة ما جمع لاسباب دعته الى ذلك منها قصوره عن معرفة بعضه ومنه ما شك فيه ومنه ما عمد بنفسه ومنه ما تعمد اخراجه ، وقد جمع امير المؤمنين عليهالسلام القرآن المنزل من اوله الى آخره وألفه بحسب ما وجب من تأليفه ، فقدم المكي على المدني والمنسوخ على الناسخ ووضع
__________________
(١) البحار ، ج ١٩ طبع الحجر ص ٢٠.