(١) قال الشيخ ابو علي الطبرسي في مجمع البيان : فاما الزيادة فيه فمجمع على بطلانه ، واما النقصان منه فقد روى جماعة من اصحابنا وقوم من حشوية العامة ان في القرآن تغييرا ونقصانا ، والصحيح من مذهب اصحابنا خلافه ، وهو الذي نصره المرتضى ـ قدس الله روحه ـ واستوفى الكلام فيه غاية الاستيفاء في جواب المسائل الطرابلسيات وذكر في مواضع ان العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والوقائع العظام والكتب المشهورة واشعار العرب المسطورة. فان العناية اشتدت والدواعي توفرت على نقله وحراسته وبلغت الى حد لم يبلغه فيما ذكرناه لان القرآن معجزة النبوة ومأخذ العلوم الشرعية والاحكام الدينية ، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية حتى عرفوا كل شيء اختلف فيه من اعرابه وقراءته وحروف آياته ، فكيف يجوز ان يكون مغيرا او منقوصا مع العناية الصادقة والضبط الشديد.
وقال ايضا ـ قدس الله روحه ـ : وان العلم بتفصيل القرآن وابعاضه في صحة نقله كالعلم بجملته ، وجرى ذلك مجرى ما علم ضرورة من الكتب المصنفة ككتاب سيبويه والمزنى ، فان اهل العناية بهذا اللسان يعلمون من تفصيلهما ما يعلمون من جملتهما ، حتى لو ان مدخلا ادخل في كتاب سيبويه بابا في النحو ليس من الكتاب لعرف وميز وعلم انه ملحق وليس من اصل الكتاب ، وكذلك القول في كتاب المزنى ومعلوم ان العناية بنقل القرآن وضبطه اضبط من العناية بضبط كتاب سيبويه ودواوين الشعراء.
وذكر ايضا ـ رضى الله عنه ـ : ان القرآن كان على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مجموعا مؤلفا على ما هو الان ، واستدل على ذلك بأن القرآن كان يدرس ويحفظ جميعه في ذلك الزمان حتى عين على جماعة من الصحابة في حفظهم له ، وانه كان يعرض على النبي