قال الطبرسي : القراءة المشهورة : الذين خلفوا ، وورأ علي بن الحسين وابو جعفر الباقر وجعفر الصادق عليهالسلام وأبو عبد الرحمن السلمى : وخالفوا ، وقرأ عكرمة وزر بن حبيش وعمرو بن عبيد : خلفوا ـ بفتح الخاء وتحفيف اللام انتهى ومع ذلك فقد امر الائمة عليهمالسلام بأن نقرأ القرآن بالقراءة المشهورة ، ثم ان هناك اخبارا شاذة مذكورة في تفسير العياشي وتفسير فرات وغيرهما مما لم نعتد بها لضعف اسانيدها ، كما اننا لم نشر الى جملة من الاسناد ايكالا الى تتبع الباحث ، وملخص ما ذكرنا امران :
الاول : انه لا يوجد في هذه الطوائف الخمس دليل له سند صحيح قابل للاعتماد ينص على التحريف بالنقيصة فكيف بالزيادة.
الثاني : ان القائلين بالتحريف اوقعهم في شبه التحريف كمال ورعهم وجمودهم على الاخبار وعدم دقتهم في اسانيدها ودلالاتها ، والا فليس القول بالتحريف خرافة اذ هي ما لا اساس لها كالقصص الخيالية والاوهام المنسوجة والاحاديث المفتعلة الكاذبة ، وليس القول بالتحريف بهذه المثابة من الضعف والسقوط لما قلنا عن نشوئه عن اخبار كثيرة.
وقد يستدل على التحريف بما ورد في القرآن في سورتي النساء والمائدة من آيات ناظرة الى التحريف ، ففي سورة النساء الاية ٤٦ : (مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ)، وفي سورة المائدة الاية ١٣ : (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هذا فَخُذُوهُ)، وهذا النحو من الاستدلال ضعيف جدا لان الايات المذكورة وردت في شأن اليهود ، والمراد من التحريف فيها التأويل الباطل اي المعنوي ، فراجع التفاسير.
السؤال السادس : من هم النافون للتحريف وما هي ادلتهم؟
الجواب : المجتهدون وعظماء العلماء كالصدوق والشيخ الطوسي والسيد المرتضى والطبرسي ، ذهبوا الى عدم تحريف القرآن.