ثابت المعتمد عليه عند عمر وغيره ، ونزيد هنا بيانا فنقول أن الاختلاف في القراءة أيضا لم يكن مرغوبا فيه عند عثمان ، مع أنه لا يكون من التحريف المصطلح في شيء ، فترى في هذه الرواية المروية في كتب عديدة من صحاح أهل السنة وغيرها أن عثمان أمر بكتابة القرآن بلسان قريش حين اختلاف لجنة تأليف القرآن (الاربعة) ، ومن المعلوم ان اللسان عبارة عن قواعد أداء الكلام ، وليس المراد منه الزيادة والنقصان لانهما لا يختصان بلسان دون لسان.
الطائفة الخامسة :
١ ـ روضة الكافي (١) ـ علي بن ابراهيم عن أحمد بن خالد عن ابيه عن ابي عبد الله (ع) ، قوله تعالى : وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ـ بمحمد ـ هكذا والله نزل بها جبرائيل على محمد (ص) أما السند ، فقال المجلسي (ره) في مرآة العقول : فيه ارسال ، وروى العياشي عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه : ولعلهما سقطا في هذا السند ، وفي بعض النسخ هكذا وهو الظاهر. أقول : فالرواية ضعيفة اما بالارسال واما بمحمد بن سليمان وأبيه سليمان ، اذ النجاشي قال في حق سليمان : قيل كان غاليا كذابا وكذلك ابنه محمد ولا يعمل بما انفرد به من الرواية ، وقال في حق ابنه : ضعيف جدا لا يعول عليه في شيء ، واما الدلالة فالظاهر أن المراد من الاية ان المنقذ للبشر من شقاء الدنيا والاخرة هو محمد (ص) ، لا أن لفظة محمد (ص) نزلت في الاية بل المراد الجدي من الاية في عالم التطبيق هو محمد (ص) ، كيف ولو كانت اللفظة من القرآن الملفوظ لأمروا شيعتهم بقرائتها سرا ، ولم يرد أي خبر يدل على أمرهم بقراءة أي لفظة أو كلمة أو جملة يقال انها من القرآن وحذفت ، فان
__________________
(١) طبع تهران ص ٣٧٨.