والاشارة الى لزوم الدقة في فهم المطالب من الاخبار ورعاية القرائن العقلية وغيرها في جميع الموارد ، نشير الى الامور التالية :
١ ـ دلت رواية سالم بن سلمة على أن القوم أجابوا عليا (ع) بأن عندنا مصحف جامع ، فلنا أن نسأل أنه كيف يمكن المصير الى أن عمر بعد يأسه من الظفر بما جمعه الامام علي (ع) طلب من الناس رجلين ان يأتوا بالآيات كي يجمع قرانا من رأس؟
٢ ـ أو ليس النبي (ص) قال : اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، وأو ليس المراد من ضمير ـ كم ـ الخطاب الى الجمع ـ المسلمون ـ كافة ـ ، وهلا يدل هذا الكلام المنقول منه متواترا من طرق الفريقين على وجود كتاب الله في أيدي الناس وجودا فعليا يشار اليه بأنه كتاب الله ، المصحف القرآن ، وهل يجوز لاحد أن يقول المراد منه ما هو مبعثر في الاوراق المتعددة عند أشخاص معدودين أو ما هو الموجود عند الامام علي (ع) وولده (ع).
٣ ـ دلت رواية طلحة ـ بنقل سليم ـ على أن عليا (ع) قرر ارتكاز طلحة بأن ما هو موجود قرآن ـ كله ـ ، ومن البديهي أن ألمس الظاهري للقرآن ، واعنى به مباشرة القرآن بالاعضاء او كتابته او رؤيته أو استماعه ممكن لكل أحد مطهرا كان أم غير مطهر.
فلا بد وان يكون المراد من المس الذي لا يناله غير المطهر المس النورى والدرك الواقعي لمعاني القرآن ودقائقه كما أشرنا اليه في الجواب عن سابقة هذه الرواية.
٤ ـ قد ترى في هذه الرواية ان عمر بعد يأسه من الظفر بجامع علي (ع) التجأ الى القضاة والولاة وأمرهم بأخذ الاراء ـ الاهواء ـ في القضاء الشرعي وتنظيم الامور الاجتماعية ، وذلك يدل بوضوح على أن قرآن علي (ع) كان كلام الله المنزل وكلام نبيه ووصي نبيه المفسرين له.
ماذا في التاريخ ج ١٩ ـ م ٢٠