ويشهد لكون المراد المصداق الاكمل للكتاب والنطق ما في البرهان (١) عن محمد بن العباس بعد سؤال أبي بصير عن الاية قوله ان الكتاب لا ينطق ولكن محمد وأهل بيته هم الناطقون بالكتاب ، ومحمد بن العباس ـ هذا ـ هو ابن الحجام الذي وثقه النجاشي وروى عنه التلعكبري وغيره ، نعم في بعض نسخ تفسير القمي ـ بكتابنا ـ وهو خطأ حتما لعدم مساعدة الذوق ولاختلاف النسخ.
١١ ـ في الاحتجاج وروى سليم بن قيس قال سمعت عبد الله بن جعفر بن ابي طالب فنقل كلاما طويلا وجرى بينه وبين معاوية في محضر جماعة منهم الحسن بن علي (ع) ثم نقل من جملة كلام الحسن (ع) : وتزعم أن عمرا أرسل الى ابي اني أريد أن أجمع القرآن وأكتبه في مصحف فابعث الي بما كتبت من القرآن فأتاه وقال تضرب والله عنقي قبل أن يصل اليك ، قال ولم؟ قال لان الله تعالى قال (٢) : (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ)، قال اياي عني ولم يعنك ولا أصحابك فغضب عمر وقال ان ابن ابي طالب يحسب أن أحدا ليس عنده علم غيره ، من كان يقرأ شيئا من القرآن فليأتني به فاذا جاء رجل وقرأ شيئا وقرأ معه رجل آخر فيه كتبه والا لم يكتبه ، ثم قال الحسن (ع) : وقد قالوا ضاع منه قرآن كثير بل كذبوا والله بل هو مجموع محفوظ عند أهله ، ثم قال : ثم ان عمر أمر قضاته وولاته أن اجتهدوا بآرائكم واقضوا بما ترون أنه الحق فما يزال هو وولادته قد وقعوا في عظيمة فيخرجهم منها أبي ليحتج بما عليهم ، فتجتمع القضاة عند خليفتهم وقد حكموا في شيء واحد بقضايا مختلفة فأجازها لهم لان الله لم يؤته الحكمة وفصل الخطاب.
وهذه الرواية كسابقتها في ضعف السند والدلالة ، ولتوضيح المقام
__________________
(١) ج ٤ ص ١٦٩.
(٢) الواقعة الآية ٧٩.