الانسان يعاتب الاعضاء بأنه لم شهدتم علينا؟ فيجيبون بأنه (أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ)، وقد ورد في القرآن أيضا (٣) : (عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ).
وبالجملة ، النطق له مراتب عديدة ، ولا أقل من صحة جعله كناية عن البيان والهداية والذكر ، وهي التي تكون من الصفات البارزة للقرآن ، فاذن لا محيص عن القول بأن المراد من نفى النطق للكتاب ـ وهو القرآن ـ النطق بجميع المراتب ، أو طرح الرواية للكذب المدلولي الذي يبعد صدورها عن المعصوم (ع) ، وعلى الا) ول التحريف عبارة عن عدم المعرفة بالمصداق الاكمل للناطق بالحق.
الثاني : ان سندي الرواية في الكافي والتفسير ضعيفان.
الثالث : ان عدم المعرفة بالمشار اليه بكلمة ـ هذا ـ ليس من التحريف في شيء اذ التحريف المدعى للقائلين به هو التغيير بالزيادة والنقصان وليس عدم المعرفة بما يشار اليه بأسماء الاشارات من التحريف كما هو واضح ، ولذا قال في الوافي بان المراد ـ ينطق ـ بضم الياء وفتح الطاء ، وان كان يرد عليه أمران :
الاول : ان عدم المعرفة باعراب كلمة أو كلمات وقرائتها على خلاف النازل ليس من التحريف يقينا اذ نرى اختلاف القراء في اعراب جملة وافرة من الفلمات ولا يعد ذلك منهم تحريفا للقرآن.
الثاني : انه لم يكن القرآن من الاول معربا بالاشكال المتعارفة فعلا ، فلا معنى لما ورد في الرواية أنه مما حرف من كتاب الله ، وملخص الكلام انه لا بد من أحد أمرين على سبيل منع الخلو ، اما طرح الرواية لضعف السند وكذب المدلول واما حملها على المعنى المؤول للكتاب والنطق معا ،
__________________
(٣) النمل : الآية ١٦.