قال : استقبلت الرضا عليهالسلام الى القادسية فسلمت عليه فقال لي : اختر لي حجرة لها بابان باب الى الخان وباب الى الخارج فانه أستر عليك قال وبعث الى بزنفيلجة فيها دنانير صالحة ومصحف وكان يأتيه رسوله في حوائجه فاشترى له وكنت يوما وحدي ففتحت المصحف لا قرأ فيه فلما نشرته نظرت في ـ لم يكن ـ فاذا فيها أكثر مما في أيدينا أضعافه فقدمت على قرائتها فلم أعرف منها شيئا فأخذت الدواة والقرطاس فأردت ان أكتبها لكي أسأل عنها فأتاني مسافر قبل أن اكتب منها بشيء ومنديل وخيط وخاتمه ، فقال مولاي يأمرك أن تضع المصحف في منديل وتختمه وتبعث اليه بالخاتم قال ففعلت ذلك.
والظاهر أن هذه الرواية موافقة لما رواه الكليني ـ ره ـ راجع الحديث ٢ ـ ، وقد رأيت في الاخيرة أن البزنطي وجد في المصحف اسم سبعين رجلا ، وفي هذه الواقعة يقول : رأيت في ـ لم يكن ـ أكثر مما في أيدينا أضعافه ، ثم انه كيف لم يعرف منها شيئا ، فهل يمكن للعربي أن لا يفهم الكلام العربي؟ فما هو المراد ياترى من الذي كان في المصحف ولم يفهمه البزنطي ، وهو رجل عظيم تعرف ايمانه وعلمه وصفاته التي قربته الى الرضا عليهالسلام وجعلته من خواص شيعته ومواليه ، وكيف كان فلا يظهر من هذه الرواية مع قطع النظر عما في الكافي أن الزائد في ـ لم يكن ـ هل كان من الوحي أو تفسيره وتأويله.
٨ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمان بن أبي هاشم عن سالم بن سلمة قال قرأ رجل على أبي عبد الله (ع) وانا أسمع حروفا من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس. فقال ابو عبد الله (ع) : كف عن هذه القراءة ، اقرأ كما يقرىء الناس حتى يقوم القائم (عج) فاذا قام القائم قرأ كتاب الله عزوجل على حده وأخرج المصحف الذي كتبه علي (ع) وقال أخرجه علي (ع) الى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم هذا كتاب الله عزوجل كما أنزله على محمد (ص) قد جمعته (من خ ل) بين اللوحين