فقالوا هوذا عنديا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه ، فقال اما والله لا ترونه بعد يومكم هذا أبدا انما كان علي أن أخبركم حين جمعته لتقرؤوه. وهذه الرواية تدل على أن رجلا كان يأتي بحرف عن كيفية مغايرة لما يأتي الناس بتلك الحروف وأن المعصوم (ع) منعه عن ذلك ثم قال بانه اذا قام القائم يقرأ القرآن على هذه وأن أمير المؤمنين (ع) جمع القرآن ولم يقبله الناس ، وقال بانه لا يرى أبدا وهذه مطالب أربع : أ
والمطلب الاول منها لا يدل على التحريف لا بالزيادة ولا بالنقيصة لان استماع حروف على خلاف ما يقرؤها الناس انما يدل منحصرا على الاختلاف في كيفية القراءة ، والدليل على ذلك أن السالم لا يقول بان الحروف المسموعة ليست في المصحف الموجود بل يقول : ليس على ما يقرؤها الناس وضمير يقرؤها يرجع الى الحروف ، وهذا كالنص في الاختلاف في الكيفية لا الكمية.
والمطلب الثاني أن الامام منعه عن مخالفة الناس في كيفية الاداء.
والمطلب الثالث انه يبشره بقيام القائم (ع) وان الكتاب يتلى على حده حينذاك ومن المعلوم ان قراءة القرآن مع فهم مطالبه العالية انما هي حد من حدود القرآن والدليل على ذلك المطلب الثالث وهو الاخبار عن جمع علي (ع) للقرآن الذي قد عرفت بأنه كان عبارة عن جمع القرآن بما له من التفسير والتأويل.
والمطلب الرابع ان هذا القرآن لا يظهر ولا يراه أحد في المجتمع الاسلامي ، ولو أغمضنا عن ذلك كله ، فالسند ضعيف بسالم بن سلمة لما قاله النجاشي في حقه من أن حديثه ليس بنقي وان كنا لا نعرف منه الا خيرا.
٩ ـ في الاحتجاج وفي رواية أبي ذر الغفاري أنه لما توفى رسول الله (ص) جمع علي (ع) القرآن وجاء به الى المهاجرين والانصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله (ص) فلما فتحه ابو بكر خرج في أول