وعليك ان تتأمل بدقة كافية في اسناد الروايات ودلالاتها واحدة بعد اخرى حتى تعرف ضعف ما تخيله هذا الفاضل وموافقوه في العقيدة وركاكة قوله ، ولعمري كيف يجترؤون على التكلفات الركيكة في تلك الاخبار مثل ما قيل من ان الايات الزائدة عبارة عن الاحاديث القدسية ، اذ الزيادات المزعومة هي ما وصلت الينا من عدة روايات مروية في كتاب «دبستان المذاهب» وغيره بأسناد ضعيفة جدا من طرق العامة نظير ما عن عائشة من روايتها ما هو منسوخ الحكم والتلاوة من القرآن كما يأتي في بحث النسخ ، ولقد عجل بنا الكلام الى ما لم نرض بالتفوه به بسبب خطورة المقام ، عفا الله عن زلات الاقدام والاقلام.
٣ ـ اصول الكافي باب النوادر من كتاب فضل القرآن ، علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله) ع) قال : ان القرآن الذي جاء به جبرئيل الى محمد ص وآله سبعة عشر ألف آية ، وهذه الرواية ضعيفة سندا ودلالة ، اما السند فلكونه منقطعا اوله ، لان علي بن الحكم وهو الانباري بقرينة روايته عن هشام بن سالم انما هو من تلامذة محمد بن ابي عمير ، وقد لقى كثيرا من اصحاب ابي عبد الله عليهالسلام ، وهو من رواة الرضا والجواد عليهماالسلام ، وقد استشهد الاخير سنة ٢٢٠
واما الكليني فقد توفي سنة ٣٣٩ ، فكيف يمكن والحال هذه ان يروى عن علي بن الحكم بلا واسطة مضافا الى عدم تعاهد ذلك بل رواياته عنه انما هي بوسائط ، فالرواية ضعيفة سندا ولا اعتبارا لها اصلا. واما الدلالة فلان القران الموجود الفعلي سبعة الاف آية ، وعلى هذا فكيف يعقل سقوط عشرة عشرة الف آية من القرآن من اعتراض اي احد من المسلمين وهل هذه العشرة الف كانت بأجمعها في فضائح رجال قريش ونسائهم او الثلاثة واتباعهم او كانت فيها آيات الاحكام ايضا فالفطن النابه لا بد وان لا يعتني بمثل هذه الرواية.