واخرى على أدائهما مع الاعتقاد القلبي بمضمونهما وما جاء به النبي (ص) مع العمل بالوظائف الدينية ، والقول بالتحريف لا يخل بالاول قطعا لا دلالة له بالمطابقة او بالالتزام على ابطال الشهادتين ، ولا يخل بالثاني ايضا لأنه لا دليل على لزوم الاعتقاد بعدم وقوع التحريف في القرآن ، فالقول بالتحريف او القول بعدمه لا ربط لهما بالاسلام بالمعنى الثاني ، ولذا نقول بان جملة من الاختلافات العقائدية لا توجب الكفر اصلا كنفي بعض المناقب (علم الغيب مثلا) عن الائمة عليهمالسلام او الاعتقاد بعدم مقام الشفاعة لهم يوم القيامة او عدم رجوعهم الى الدنيا حين ظهور قائمهم (ع) كما ان اثبات بعض المناقب لهم لا يوجب الكفر ، فلا يجوز رمي القائل به بالغلو وطرح خبره لذلك.
فيجب علينا ان لا نبادر بالتجاسر على القائل بالتحريف ، بل القائل به انما ترجح بنظره التحريف لاجل الروايات الاتية الناظرة بنظره اليه من دون نظر ثاقب الى اسانيدها ومداليلها تورعا في الدين وحذرا من التشكيك في الاخبار الواردة عن اهل البيت عليهمالسلام وان ضعفت اسانيدها وحفظا لظواهرها وان خالفت العقل فنجد في كلام القائلين بالتحريف انه لو لم نأخذ بتلك الاخبار فبأي شيء نثبت الامامة والأحكام الشرعية الخ. نعم علينا ـ نحن ـ ايضاح الحق بما يقتضيه المنطق انصحيح والبرهان الصحيح.
فقد نشأ القول بالتحريف استنادا الى الاخبار واستظهارا منها فالقول بأن هذا الرأي خرافة افراط في التعبير اذ الخرافة عبارة عن الخيالات الفاسدة التي لا اساس لها أبدا ، والقول بالتحريف وان كان اشتباها الا أن له منشأ وهو الاخبار ، فاللازم ، تحليلها سندا ودلالة لا رمي القائل به بالخرافة.
السؤال الخامس : من هم القائلون بالتحريف وما هي ادلتهم؟.