الكلمات مضافا الى ما بيناه من ان تطور القواعد ولدت القراءات مع تكاملها والدقة المستمرة من المشايخ يوما بعد يوم في تطبيقها على الايات وصلت الى القراءات الرئيسية من الثلاث الى السبع ثم اوجبت على نحو الاجتماع والانضمام وصول تشكيل القرآن اعجاما واعرابا الى الكيفية الفعلية المعتبرة عند كافة اهل الادب العربي اذ لم ينكر احد حسن هذه الكيفية واتقانها وكمالها الادبي.
وبالجملة لو سلمنا بتحقق التواتر من زماننا هذا الى زمان هؤلاء السبعة فلا نسلم بتواترها الى ما قبل نزول القرآن حتى ينزل القرآن عليها كافة وعلى نحو المجموع من حيث المجموع الذي ارى التفوه به خطأ وعذري فيه شوقى الى التفهيم والا فأي عاقل لا يعلم بان قراءة القارىء متأخرة بحسب الطبع على نزول المقروء مع ان قراءته تابعة للقواعد لا ان القرآن تابع للقراءة ، فلقد اعجب ممن قال بجواز الكل ولو على نحو التركيب بمعنى اخذ كيفية من قارىء وكيفية اخرى من اخر ما لم يترتب احدى القرائتين على الاخرى نظير : فتلقى آدم من ربه كلمات الذي قد عرفت اختلاف ابن كثير مع الجماعة في رفع كلمات من آخر ، حذرا من الغلط وهذا نظير التبعيض في التقليد الذي اشترط القائل بجوازه عدم استلزامه حصول العلم التفصيلي ببطلان العمل ، مثاله ان مجتهدا يفتى بعدم وجوب السورة وان التسبيحات الاربع ثلاث مرات ومجتهدا آخر يفتى بوجوب السورة ولكنه يقول بكفاية التسبيحات الاربع مرة واحدة ، وحينئذ فليس للعامي ان يركب الفتوائين في صلاته ويأخذ بالترخيص في ترك السورة من احدهما وكفاية المرة من الاخر وذلك لحصول العلم التفصيلي له ببطلان صلاته لان كلا من المجتهدين يحكم ببطلان تلك الصلاة الفاقدة للسورة والمأتي فيها بالتسبيحات مرة.
ومما ذكرنا تبين الجواب عن السؤال الرابع ، وهو انه على فرض