ونحن حيث قد دحضنا صحة اسناد هذا القول الى النبي (ص) وقلنا ببطلانه وبينا انه لا يمكن المصير الى معنى صحيح لسبعة احرف نقول زيادة للتوضيح ان جعلت هذا الكلام كناية فالمكنى عنه مجهول ولا دليل لنا عليه ، وحينذاك نكتفي بهذا المقدار في الجواب عن السؤال الاول.
واما الجواب عن السؤال الثاني ، وهو ان ما بايدينا من القرآن الموجود هل هو متواتر ام لا؟
فهو أنه نعم ، متواتر قطعا بل قلما يتفق مصداق للمتواتر يكون مثله في صدق عنوان المتواتر عليه فهو اولى في تطبيق عنوان المتواتر عليه من غيره لان الموجود الحالي بين المسلمين انتشر في البلاد الاسلامية منذ جمع عثمان له ، وكان سندا للاحكام والمعارف الاسلامية كان ولم يزل حفظه على ظهر القلب مما يتقرب به الى الله تعالى ولم يزل ولا يزال كتاب القرآن يتقربون بكتابته الى الله تعالى والمسلمون بقرائته واطفالهم بتعلمه وشبانهم بمعرفة حقائقه وشيوخهم باستخراج كنوزه وجواهره من دون فرق في جميع ما ذكر بين العرب والعجم والترك والديلم وسائر الملل المسلمة في أطراف العالم.
فترى من لم يعرف اللغة العربية وانحصرت معرفته بلغة امه ـ غير العربية يحفظ القرآن لانه كلام الله ويرجو في حفظه رضى الله والجنة فلا يعقل التفوه بعدم تواتره بل لنا أن نستدل بتواتر الموجود على عدم وقوع التحريف فيه بالزيادة والنقيصة.
واما الجواب عن السؤال الثالث ، فهو ان هذا السؤال من العجائب وان اشتبه في مورده الامر على بعض علماء السنة وبعض علماء الشيعة ، اذ القراءات المتأخرة لسنين متمادية بعد نزول القرآن كيف تكون مؤثرة في كيفية اعراب النازل من الله تعالى على نبيه (ص) فالقول بان كلا من تلك القراءات ، نزل بها الروح الامين على قلب سيد المرسلين من غرائب