زمان ولادة هؤلاء القراء ، واما ثالثا فان قراءتهم كانت مبتنية على اسس علمية وبراهين كلامية من قواعد الاعراب والتجويد ولم تكن ناشئة عن ابداعهم واقتراحهم وعلى ما ذكرنا فجميع القراء على شرع سواء من جهة القواعد. نعم الاعلم الاتقن اولى من غيره ، واما الاوصاف الثلاثة التي جعلوها شرطا للقراءة الصحيحة فهي الموافقة للعربية والموافقة لاحد المصاحف العثمانية وصحة السند.
قال ابن الجزري في كتابه ـ النشر في القراءات العشر ـ كل قراءة وافقت العربية ـ ولو بوجه ـ ووافقت احد المصاحف العثمانية ـ ولو لا احتمالا ـ وصح سندها فهي القراءة الصحيحة لا يجوز ردها ولا يحل انكارها بل هي من الاحرف السبعة التي نزل بها القرآن ووجب على الناس قبولها سواء كانت عن الائمة السبعة ام عن العشرة ام عن غيرهم من الائمة المقبولين ومتى اختل ركن من هذه الاركان الثلاثة اطلق عليها ضعيفة او شاذة او باطلة سواء كانت عن السبعة ام عن العشرة ام عن اكبر منهم ، الى ان قال نقلا عن ابي شامة في ـ المرشد الوجيز ـ فان الاعتماد على استجماع تلك الاوصاف لا عمن تنسب اليه فان القراءات المنسوبة الى كل قارىء لشهرتهم وكثرة الصحيح المجتمع عليه في قراءتهم تركن النفس الى ما نقل عنهم فوق ما ينقل عن غيرهم الخ.
ويظهر من كلامهم امران.
الاول : عدم انحصار القراءة الصحيحة بالقراءات السبع.
الثاني : ان في القراءات السبع يوجد الشاذ فأين التواتر؟!! نعم يرد على ابن الجزري ان ما قاله من نزول القرآن على سبعة احرف خطأ بل لنا أن نقول بعدم المعقولية. لان القادر المطلق الواهب للعقل والعلم كيف ينزل القرآن على كيفيات مختلفة عارضة على مادة وصورة واحدة فينزل ـ هيت ـ على سبعة اوجه او ينزل فتلقى آدم من ربه كلمات على كيفيتين.